«يثبت تاريخ كرة القدم ان اللاعبين الكبار لا يفوزون بالألقاب»: جملة
قالها رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم واسطورة الكرة الفرنسية في
الثمانينات ميشيل بلاتيني قبل أيام قليلة، وهو الحديث الذي دار بينما كان
معه اثنين من المدربين الكبار وهما السير اليكس فيرجسون والفرنسي ارسين
فينجر.
حيث كان الحوار يدور حول الملايين التي ينفقها بعض الاندية الاوروبية
الكبيرة و التي تتجاوز احيانا الحد المعقول، وكانت الاشارة صريحة في معرض
هذا الحديث الى النادي الذي تجاوز فعلا حدود المعقول هذا الموسم، بل ودخل
الى عالم الارقام الخيالية في استجلاب لاعبين محترفين وهو فريق (ريال
مدريد )، وهو الفريق الذي تقول آخر الارقام انه انفق ما يقارب 250 مليون
يورو حتى الآن على الصفقات التي ابرمها مع اللاعبين.
هذا الرقم الفلكي الذي دفعه رئيس النادي فلورينتينو بيريز جعل الاتحادين
الدولي والاوروبي يرسمان علامة استفهام كبيرة، وذلك على لسان جوزيف سيب
بلاتر وبلاتيني، عندما طالب كل منهما ان يتم وضع حد لسقف انتقالات
اللاعبين، حيث طلب الاثنان وضع حد لهذه التجاوزات غير المنطقية والمعقولة
في عقود اللاعبين، وان الوضع اذا استمر على نفس هذا المنوال فإن ان مستقبل
كرة القدم سيدخل في منعطف آخر غير المنعطف الذي نراه ونعرفه عنها، وهي
المتعة للمشاهدين وتحقيق الاللقاب للأندية، وهو الامر الذي سيدخلنا الى
عالم التجارة والاقتصاد و(البزنس) فقط لاغير.
وهو لاشك مرحلة خطيرة ستشكل خطرا على اللعبة وعلى اللاعبين في نفس الوقت،
فلا اعتقد ان رئيس الاتحاد الاوروبي، وكما يظن البعض، قد عقد جلسة وصفت
بالمؤامرة مع فيرجسون وفينجر لشن حرب نفسية لرئيس الريال بيريز، في اشارة
الى هذا الفريق المدجج بهذه الاسماء ليس بالضرورة ان يحطم الارقام ويكتسح
الالقاب، وانما هناك عناصر اخرى غير النجوم قد يحققون النتائج الكبيرة في
كرة القدم.
ولكن يبدو ان الريال لاتهمه الانتقادات التي توجه اليه، ويبدو واضحا من
خلال تاريخه القديم والحاضر انه يتلذذ في امتلاك الاسماء الكبيرة منذ فترة
طويلة، وتحديدا منذ ايام الارجنتيني ألفريدو دي استيفانو و المجري فرنك
بوشكاش و المكسيكي هوغو سانشيز، وبعد ذلك النجم الفرنسي زين الدين زيدان،
اذن هذه قصة طويلة لريال مدريد مع العظماء في كرة القدم، فهي لم تبدأ منذ
هذا الموسم مع كريستيانو رونالدو وكاكا.
واما النقطة التي ذكرها بلاتيني بأن النجوم لايحققون النتائج الكبيرة، فلا
اتفق معه بدليل ان الريال وبالنظر الى تاريخه العريق، فقد يكتسح كل
الالقاب في اسبانيا واوروبا، وتحديدا في فترة الستينات عندما كان الريال
يقوده الاسطورة المجرية فرانك بوشكاش، والذي يقول بعض المراقبين في كرة
القدم انه كان يملك اقوى قدم يسرى في العالم.
فحقق ما لم يحققه العديد من الاندية في تلك الفترة بدءا من الدوري
الاسباني وكأس ملك اسبانيا 17 مرة وبطولة الاندية الاوروبية 9 مرات وكأس
الاتحاد الاوروبي 2 مرتين وكأس العالم للأندية 3 مرات وكأس السوبر مرة.
كل هذه الارقام والالقاب كافية لإثبات حقيقة موجودة في كرة القدم وهي ان النجوم هم الذين يصنعون الالقاب والانجازات في كرة القدم.