كثر الحديث خلال الأيام الماضية عن سبب خروج المنتخب السعودي من المونديال
الخامس في تاريخه، ولم يصدم الشارع الرياضي السعودي في تاريخه بمثل هذه
الصدمة، وأحمد ربي أن توقيت المباراة كان في شهر رمضان كون وقع الصدمة
سيكون أكبر في شهور أخرى، لما لشهر رمضان من روحانية تجعل الكثير لا يتابع
أي أنشطة رياضية .
قد لا أفهم في التدريب أو الخطط أو غيرها، لكني كمتابع أعتقد أن مشكلتنا
تكمن في عدة نقاط الأولي منها أن جيل ماجد عبدالله والنعيمة والثنيان
وصالح خليفة وبعدهم سامي الجابر وفؤاد أنور والعويران وغيرهم حضروا من
(الحارة) التي صقلت الموهبة وأقصد بها الثقة في النفس، فعندما يكون أمام
المرمى لا يستعجل أو يقفل عينيه (ويشوت) أو يرتبك وغيرها لأن الحارة جعلت
الجيل السابق لديه المغامرة أمام المرمى إن ضاعت الأولى فيحاول في الثانية
وفي الثالثة يستفيد من خطأ الثانية وهكذا، حتى يصل للنادي ويلعب في
الناشئين وهو لديه (ثقة في النفس) .. تعلمون أن جل لاعبي المنتخب السعودي
الحالي لم يلعبوا في الحارة وإن لعبوا فهي (حارات بلاي ستشين)، لا أريد
ذكر أسماء لكن كلنا نعرف كم لاعب في لقاءي الملحق وقبله التصفيات ينفرد
بالمرمى ولا يرى سوى نفسه (أنانية) وطبعا أيام الحارة اللاعب الأناني يجد
من يتصدى له مثل كابتن الفريق وحرمانه من المباريات المقبلة أو حتى الجلوس
معهم وكم كانت كلمة (أناني) مخجلة للجيل السابق وكل لاعب لا يحب أن تطلق
عليه.
والحارة علمت أنك عندما تواجه المرمي يجب أن ترفع رأسك وهذه المعلومة
أعتقد أن جل لاعبي الأخضر لا يعرفونها، والحارة علمت أن المدافع لا يطبق
مقولة تشتيت الكرة إلا في أصعب الظروف ولكن المصيبة أن أكبر لاعبي المنتخب
السعودي خبرة يخرج الكرة رمية تماس في كل لحظة لفهمه الخاطئ .
هل تذكرون هدف ماجد عبدالله في الصين 1984م أو هدف فهد الغشيان في السويد
في مونديال 1994م وغيرهما لتعرفوا كيف كانت الثقة موجودة في الجيل السابق
.
أتذكر أن وسائل الإعلام لدينا تفرح بخبر مشاركة لاعب محترف في دوريات
الحواري وتجد الخبر في الصفحة الرئيسية ولم يسأل أحد من الإعلاميين أو
الخبراء، لماذا لدينا اللاعبون المتميزون يذهبون للعب في الحارة ولماذا لم
تدرس هذه الحالة؟ .. أتعرفون السبب هو أن بعض اللاعبين عندنا يجدون في لعب
كرة القدم في الحارة نكهة أجمل من النادي وهذه مصيبة .
الجيل السابق حقق بطولات للمنتخبات السعودية بكافة الدرجات لأنه حضر من
مكان خصب لبداية تعليم كرة القدم، عكس الموجود حاليا في الأندية في درجتي
الناشئين والشباب وبالتالي هذا سبب عدم وجودنا في جنوب إفريقيا، وفي
مباراتي البحرين الذهاب والعودة أضعنا 8 أهداف محققة بسبب الأنانية أو عدم
رفع الرأس أو بسبب الارتباك.
يقال إن بعض اللاعبين يلعبون لأنديتهم بحماس أكثر من المنتخب ورغم أني لا
أصدق ذلك، لكن لماذا لا تكون مقدمات عقود احتراف اللاعبين موزعة على عدد
الشهور والفترة التي يكون فيها اللاعب في صفوف المنتخب السعودي يتم دفعها
من الاتحاد السعودي بما يسمى (انتداب) وبالتالي نسكت كل من يقول إن بعض
اللاعبين يلعبون للأندية أفضل من المنتخب؟.. مجرد اقتراح.